من اين لك هذا الذكاء ؟

من اين لك هذا الذكاء ؟

وردت في آثار ابن المقفع وتحديدا في كتابه الشهير "كليلة ودمنة" قصة سوف اسردها بأسلوبي لاني سوف استخلص العبر منها ، قال :
كان اسد وذئب وثعلب يعيشون معا في عرين واحد وكان الذئب والثعلب يعيشان من
فواضل ما يتركه الاسد ..وهم بذلك راضون قانعون {رزق وهبط عليهم من السماء
من غير لاتعب ولا جهد}، وذات يوم اصطادوا غزالة ومعزاة وارنبا دفعة واحدة
فطلب الاسد من الذئب ان يقسم ما اصطادوه عليهم ، فقال: هذا الامر لا يلزمه
اجتهاد بالمرة ، فالفرائس ثلاثة أحجام مختلفة ونحن ثلاثة أحجام مختلفة ،
الفريسة الكبرى للكبير والوسطى للأوسط والصغرى للأصغر..فقام الاسد وشجّ
رأس الذئب فأرداه قتيلا والتفت إلى الثعلب وقال له : إن المرحوم لم يتعلم القسمة قط في حياته فاقسم لنا أنت .عندها أدرك الثعلب أنه إن لم يشغل دماغة وذكاؤه ما ت
لا محالة ..فأطرق هنيهة ثم قال : أرى يا جلالة الملك أن تتغذى بالمعزاة
وتتعشى بالغزالة ولا بأس من تسكيت جوعك بالأرنب { عند وقت العصر } فقال له
الاسد : يا الله ،، يا الله ، من علملك هذا العدل ؟ أجابه وهو يخرج زفيرا
تعبيرا عن فرحته بنجاته ، لقد علمنيه "المرحوم " ....

وهذا يخلينا نقول انو على أي واحد جديد عاوز ينظم لمجموعة
قديمة سبقته في ذلك الميدان ، نقول له : إياك ان تحسب نفسك من أول وهلة
كبيرا بينهم ، لا تعطي لنفسك نصيبا من اول يوم ، وزع المرطبات عليهم
ومعلهش افضل أنت من غير أكل ، عارف إمتى تكبر وسطيهم ؟؟؟ بمجرد أنو ييجي
واحد جديد بعدك راح يشوفك من ضمن القدامى وراح يكبرك ووقتها خلاص اطمئن
على نفسك ...

تحياتي لكم